كتبت:سمية عبدالمنعم
بتلوموني ليه ..يا قلبي خبي ..لو كان بايدي..حبيبتي انا .
هي بعض من اغان كثيرة حملت بين حروفها قصة حب ظلت مطوية بين ثنايا قلب العندليب ،يأبى إخلاصه الاعتراف بحقيقة صاحبتها او اسمها الأصلي .
الى ان جاء ذكرها في مذكراته وراح يحكى قصة نزف قلبين لم تكتب لهما الحياة معا.
لرغبته في الاحتفاظ باسمها فقد أطلق عليها ليلى أو ديدي،وقد أورد ذلك في مذكراته التي نشرتها الاهرام قائلا :”وليكن اسمها ليلى، وليلى ليس اسمها لأن الاسم يجب أن يظل سرا، هي الآن ذكرى، لا أعرف كيف تتحول الضحكة واللمسة والأمل والحلم إلى ذكرى، إنني ما رأيت في حياتي عيونا في مثل جمال عينيها.. عيونها زرقاء رمادية بنفسجية لا أدري لكني كنت أعرف أن عيونها ملونة بالبهجة والأسى في آن واحد.. أقسم بالله العظيم أنني كنت أرى الغروب فجرا وأرى الفجر نورا وأرى كل لحظة من اليوم لحظة في الحب كانت ليلى هي السبب في كل ذلك كأنني ولدت يتيما حتى أولد في عينيها لتصبح أمي”.
وابدع في وصفها قائلا:”إنها ذات العيون الزرقاء التي اكتشفت من خلال حبي لها أن للحياة معنى وأن الشمس من حقها أن تشرق كل صباح وأن الغروب من حقه أن يأتي وأن الإنسان من حقه أن يتنفس، كانت جميلة للغاية وأشتاق إليها الآن وعاشت قصة حبي لها خمس سنوات، أقسم بالله العظيم يمينا أسأل عنه يوم القيامة أنني لم أكن أحب واحدة من النساء مثلما أحببتها”.
*اللقاء الأول
التقى بها عبدالحليم لأول مرة في لندن عندما كان يتسوق في هارولدز وقد جذبت انتباهه وتجمد في مكانه، ممعنا النظر اليها،ثم ساقته الصدفة لمقابلتها على شاطىء ميامي ولم يصدق نفسه أنه يراها مرة أخرى ثم اقبل للتحدث اليها ليصدم بمعرفته أنها متزوجة من رجل أعمال ولديها ابن وابنة وحياتها غير مستقرة وتسعى للطلاق.
بعدها بدا التقرب من بعضهما وراح العندليب يبحث عن شقة تجمعهما سويا بعد ان كانت على شفا الطلاق من زوجها قائلا: “بدأنا نؤثثها معا، بدأت هي تختار الستائر والسجاد واللوحات والمكتب وحجرة الموسيقى وحجرة النوم، ذوقها بسيط ورائع كعينيها، وكانت محاولات الطلاق تجري وكانت المشكلة أن ولديها قد بلغ الصغير فيهما التاسعة والكبير عمره عشرة أعوام ومعنى ذلك أن الزوج يستطيع أن يطلب حضانتهما، هذا من حقه الشرعي ولم نكن نتخيل أن نعيش بعيدا عن أبنائها وكنت ممزقا، إنني أعرف معنى الحياة بدون أم وأعرف أن أي حنان غير الأم هو حنان مغشوش، وأنهكني النزيف أكثر من مرة وكانت معدتي قد تعودت أن تحتج على قلقي وكأنني لم أكن أريد الحياة إلا بدونها، كثرت الدموع في عيونها وتجمدت الدموع في عيوني وكنت أغني أيامها أغنية “بتلوموني ليه” من أجلها.
*الفراق
ولم يجد عبدالحليم بدا من التضحية بحبه في سبيل سعادة اولادها فطلب منها ان ترحل مع ابنائها إذا كانت لا تستطيع العيش بدونهما أولادها ،وبالفعل سافرت مع زوجها ولكن مرت الأيام وعادت ليلى مرة أخرى بعد أن طلقها زوجها وقررا الزواج ليقف القدر حائلا امام حلمهما فتصاب هي بفيروس خطير تسلل إلى المخ تغادر الحياة على اثره تاركة خلفها قلب حليم شريدا وحيدا ،لكنه لم ينسها وظل طوال حياته يغني من اجلها كل أغنياته الحزينة.
وقد جعله حبه لها يعزف عن الزواج طيلة حياته وقد اشار الى ذلك في مذكراته قائلا: “يسألونني كثيرا لماذا لا تتزوج، لا أحد يعلم أن الزواج ليس مسألة حسابية إنه يحتاج إلى الإحساس بأن الحياة لا يمكن أن تستمر بدون هذه المرأة، إنني أخبئ الآن في قلبى شمعة الحب أحاول أن أجعلها مشتعلة، لا أحكي عنها لأحد حتى تظل هذه الشمعة مشتعلة هل ستستمر هذه الشمعة مشتعلة، أحلم بذلك”.