الصرع وعلاقته بالتوتر العصبي
كتبت: سمية عبدالمنعم
يعد مريض الصرع أكثر الأشخاص عجزا عن مواجهة الضغوط النفسية وكل ما يسبب التوتر العصبي والأحداث المؤلمة مثل الوفيات والكوارث الطبيعية وغيرها وهو ما يزيد من نوبات الصرع ويثير التشنجات العصبية والدماغية لدى المريض ويجعله أكثر حساسية لكل منغصات الحياة بأنواعها ، وعادة ما يجهل العامة خصوصية هذا المرض ويتم التعامل معه بشكل خاطيء وقد يتعاملون مع صاحبه باعتباره مريضا نفسيا مما يصيبه بكثير من الحرج والارتباك خاصة عندما يكتشف الأمر اشخاص ليسوا قريبين منه .الا ان الكثير منا قد لا يدرك ان لذلك المرض علاقة وثيقة بالتوتر العصبي الذي يصيبنا جميعا دون استثناء .
والصرع هو اضطراب النشاط العصبي في الدماغ؛ وهو ما يتسبب في التشنجات الدماغية، وقد أثبتت نتائج دراسة حديثة أن التوتر هو ما يثير هذه التشنجات.
أما الإجهاد العصبي فهو حالة ذاتية ومتفردة من نوعها للغاية سواء كانت عقلية أو عاطفية، وعلى الرغم من أنه من الواضح تمامًا أنه سبب رئيس لحدوث تشنجات الصرع فإنه لا يزال من الصعب الوصول إلى استنتاجات موضوعية لسبب مباشر للمرض.
فيقول الباحثون إن “الإجهاد لا يزيد فقط من قابلية حدوث التشنجات ولكنه ينعكس أيضًا على مدى تطور الصرع، خاصة عندما تكون الضغوطات شديدة أو طويلة الأمد أو في سن مبكرة”.
وفي السياق ذاته يقول هيذر مكي، أستاذ مساعد في جامعة “سينسيناتي” في الدراسة التي ظهرت في مجلة “Seizure” إن “فريق البحث نظر في مذكرات 21 مريضاً منذ 1980 لمعرفة مستويات التوتر وارتباطه بتتابع نوبات الصرع بعد مرورهم بأحداث يومية صعبة، وأيضًا نظروا في نتائج أشعة الرنين المغناطيسي عند تعرض المريض لمحفزات لفظية وسمعية مجهدة عصبيًا”.
وأظهرت معظم الدراسات زيادة في قابلية حدوث التشنجات عند تعرض المريض إلى الضغط العصبي والتوتر.
كما أضاف الباحثون أن “مراعاة أساليب واتباع طرق الحد من التوتر يمكن أن يحسن من أسلوب الحياة بشكل عام ويقلل من تواتر النوبات دون أي خطر، وتشمل أساليب الحد من التوتر، التحكم العميق في التنفس، والاسترخاء فضلاً عن ممارسة الرياضة أو اتباع إجراءات روتينية”.