ليس من الصعوبة بمكان أن نعتبر أن الأدب الروسي يحتل مكان الصدارة في عالم الأدب، فقد أنجبت روسيا كبار الروائيين في العالم، أمثال دوستويفسكي وتولستوي وغيرهما، ولم تلقى أعمال هؤلاء الكتاب الرواج من فراغ، بل تربع الأدب الروسي على قمة الهرم الأدبي نظرا لعظمة هذه الأعمال، وهذه قائمة تضم أعظم 6 أعمال روائية من وجهة نظرنا.
1- الجريمة والعقاب – دوستويفسكي
تعد رواية “الجريمة والعقاب” من أشهر أعمال دوستويفسكي، تتطرق الجريمة والعقاب لمشكلة حيوية ومعاصرة الا وهي الجريمة وعلاقتها بالمشاكل الاجتماعية والاخلاقية للواقع، وهي المشكلة التي اجتذبت اهتمام دوستويفسكي في الفترة التي قضاها هو نفسه في أحد المعتقلات حيث اعتقل بتهمة سياسية وعاش بين المسجونين وتعرف على حياتهم وظروفهم وتتركز حبكة الرواية حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب رسكولينكوف للمرابية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والاخلاقية للجريمة.
2- آنّا كارنين – ليو تولستوي
آنا كارنين هي رائعة الأديب الروسي الشهير ليو تولستوي، وقد أعيدت طباعتها مئات المرات، وترجمت لعدة لغات حول العالم، وتحكي الرواية عن (آنا) الزوجة الشابة التي يدفعها القدر دفعاً إلى علاقة عاطفية قوية تضطرها للانفصال عن ابنها الوحيد؛ وبسبب تلك العلاقة يُلقى بها على هامش مجتمع حكم عليها بالازدراء والمهانة. وسر روعة رواية (آنا كارنين) ليس في طبيعة الحكاية، فهناك المئات من هذه القصص، ولكن عظمتها تكمن أولاً في براعة المؤلف الذي نجح في التداخل مع الأحداث والتحرك بينها في سلاسة وسط طبقة من النبلاء الروس الذين ودعوا نظام الإقطاع القديم وانتقلوا إلى أرستقراطية جديدة.
3- الإخوة كارامازوف – دوستويفسكي
نشرت رواية ” الأخوة كارامازوف ” في مجلة ” الرسول الروسي ” سنتي 1879 , 1880 وصدرت مستقلة عام 1880 ، يعطينا دوستويفسكي فى ” الأخوة كارامازوف خلاصة أدبه وفكره ، فنجد فيها هذا الصراع الذى رأيناه في “الجن ” ونجد فيها التعارض الذى رأيناه فى ” المراهق ” ونجد فيها التنافس بين الغريمين كما رأيناه في ” الأهبل ” ، وتعالج الأخوة كارامازوف الكثير من القضايا البشرية منها تنشئة الأطفال والروابط الأسرية والعلاقة بين الكنسية والدولة وما هي مسؤولية كل شخص تجاه نفسه والآخرين ، إن الأخوة كارامازوف هي عبارة عن عالم دوستويفسكي المصغر ، ولكن هذا العالم الآن يملك من الشفافية والوضوح وجمال الأسلوب ما لم يصل إليه دوستويفسكي في أي أثر من أثاره قبل ذلك ، أما الأغوار التي هبط إليها فهي الأغوار نفسها وما أعمقها .
4- الشيطان يزور موسكو – ميخائيل بولغاكوف
“الشيطان يزور موسكو” رواية بل قل سفر عظيم تطالعك صفحاته بأخبار فولند، والمعلم المُلْهم وبأخبار بيلاطس البنطي الذي غسل يديه من دم الناصري الصديق.. ونقرأ في هذا السفر أخبار سكان موسكو في الثلاثينات وتعرف عن كثب شجونهم وشؤونهم. قصيدة نثرية فيها الفرح والألم والابتسامة والدمعة، كلماتها تقدّس الحب والوفاء… والإبداع والتوق إلى النور والخير. بعد أن تقرأها تشعُر أن ظلال دوستويفسكي وغوغول وهوفمن وغوته ودانتي غير بعيدة. كُتِبَ عنها الكثير وسيُكتب. وقد لا توافق المؤلف في كل آرائه، لكنك لن تبقى لا مبالياً، وستحرّك في نفسك قوى كانت هاجعة. “الكتب لا تحترق”، يهتف أحد أبطال الرواية. وقد أحرق بولغاكوف المخطوطة، لكن الرواية عاشت، المعلّم كتبها من جديد، لأنه يعرفها عن ظهر قلب. وها هي تطوف في البلاد، تذيع مجد الكلمة وتكرز بالخير، وتصبح جزءاً لا يتجزأ من التراث الإنساني.
5- الحرب والسلم – ليو تولستوي
الحرب والسلم لـ ليو تولستوي ، إنها الرواية التى ابدع فيها تولستوي والتي دمج فيها شخصيات عديدة ، ريئيسية وثانوية ، وتاريخية ، قام تولستوي بابتداعها ، وتعطينا هذه الرواية ” الحرب والسلم ” صورة واسعة وموضحة لحياة الترف التي عاشتها طبقة النبلاء في روسيا ، نحن في القرن التاسع عشر ومع اجتياح القائد الفرنسي نابليون بونابارت الأراضي الروسية ، ودخوله موسكو وانسحابه بعد الخيبة والفشل في مواجهة الشتاء الروسي القارص ، مع رفض القيصر الروسي الكسندر الأول الإستسلام ، تروى الرواية قصة خمس أسر أرسطوقراطية ، آل بزوخوف ، آل بولكونسكي ، آل روستوف ، آل كوراجين ، وآل دروبيتسكوي ، وحياتهم الشحصية مع التاريخ بين 1805 – 1813 ، الرواية تتضمن العديد من الشخصيات الحقيقة التى استند إليها تولستوي ، وبعض الشخصيات التاريخية ، بالإضافة إلى الى العديد من الشخصيات الأقل شأناً في الحرب والسلم .
6- الأم – مكسيم غوركي
من أفضل ما ألف الكاتب الروسي الشهير مكسيم غوركي ، وتعتبر رائعة من روائع الأدب الروسي والعالمي ، نشرت لأول مرة في عام 1907 ، تدور أحداثها حول أم عجوز تعيش حياة خاضعة وبائسة مع زوجها السكير الذي يبيع مقتنيات المنزل حتى يسكر بنقودها ، لديهما ابن يحاول الدفاع عن العمال وحقوقهم من خلال مظاهرة يقوم بها الشاب وأصدقائه فتنشب ثورة والأم تخشى على ابنها من السجن أو القتل فتحاول إخفاء كل معالم ثورته من منشورات وأسلحة إلا أنه تنشب معركة في المصنع يموت على إثرها الأب ويسجن الإبن فتتبنى الأم قضية ابنها وفكره بناء على رغبته ، بتقوم هي والعمال باقتحام السجن فيهاجمهم الجيش ويسقط ابنها شهيدا بين ذراعيها .