المماليك البحرية ونشأتهم وتدرجهم فى الدولة .
المماليك البحرية هم كباقى المماليك تم جلبهم من الخارج عن طريق أسواق النخاسة فى سناً مبكرة حيث أنهم لم يبلغوا الحلم . وتم جلبهم من البلدان عن طريق تجار الصبيان وتعددت أجناسهم فمنهم الترك والأرمن والأورام والأكراد ومنهم من جاء من بلاد ماء وراء النهر .
وتم تربيتهم وتنشأتهم نشأه صحيحة وتعليمهم علوم الدين من القرءام والحديث والفقه وكانوا سكنوهم الطباق وكانوا يُسمون الًطبقية أًو اُلكتابية وكان المماليك ممنوع عليهم الإختلاط بالعامة وأغدق عليهم الملوك والأمراء من الخير الكثير، حتى إذا ما بلغوا الحلم يتم تدريبهم وتعليمهم فنون القتال والمبارزة ووضع الخطط العسكرية للجيش . كان تُقام لهم حفلات بعد إنهاء فترة الدراسة الدينية والعسكرية ويتم ضمهم إلى الجيوش حفلة تسمى “عتاقة” .
وبدأ الاهتمام بالمماليك فى عصر الأيوبيين بعد عهد صلاح الدين ، فقد تنافَس أبنائه وأخوته، في الاعتماد على المماليك والإستعانة بهم في الحروب والصراعات التي قامتْ بينهم، فاشتروا المماليك واهتمُّوا بتربيتهم وتدريبهم؛ ليكونوا أساسًا لجيوشهم، فتزايَد نفوذ هؤلاء المماليك في ممالك الشرق الإسلامي، وبخاصة في مصر، واستعانَ بهم الملك العادل والملك الكامل في صراعهم مع خصومهم من أمراء المسلمين وقد تم تقسيم المماليك فى تسميتهم إلى صنفين المماليك الصالحية والمماليك البحرية وإستكثر منهم الصالح نجم الدين أيوب الذي بدأ في الاستكثار من المماليك بعد أن تفرَّق عنه جُنده الأكراد، وانصرفوا عن خدمته، ولَم يَبق معه إلا القليل، فاتَّجه إلى شراء المماليك وتربيتهم تربية عسكريَّة، ثم أسنَدَ إليهم المناصبَ القياديَّة، وجعَل منهم حاشيته وبطانته، وحرَسِه الخاص.
وأصبحتْ لهم مناصب عسكرية، فمنهم أمير المائة ، وأمير الطبلخانة وهو الذي يقود ما بين الأربعين إلى السبعين فارسًا، وأقل الأُمراء منصباً هم أُمراء العشرات .
وقد استغلَّ بعض المماليك نفوذَهم في العبث والإعتداء على أموال الناس، فشكا العامة إلى السلطان، فعزَلهم في قلعة الروضة، وكان ذلك أدعى إلى الْتزامهم .
وقد جاءت الأحداث لصالح المماليك في أواخر العهد الأيوبي، فقد طال المرض بالسلطان نجم الدين ، وتوافَق ذلك مع قرب قدوم الحملة الصليبيَّة السابعة بقيادة الملك لويس التاسع ملك فرنسا، وتمكَّنوا من الاستيلاء على دمياط، وأصبَح السلطان عاجزًا عن الحركة وحُمِل إلى المنصورة، ثم ما لبِثَ أن مات وأمسكت زوجته شجر الدر بزمام الامور فى مصر وأخفت خبر موت السلطان عن الجنود ونجحت فى جمع شمل المماليك وقادتهم إلى الحرب وأسروا الملك لويس وحاشيته ، وتزوج من شجر الدر أحد أمراء المماليك البحرية وهو عز الدين أيبك