ورحل رائد الأدب الأندلسي وعميد الأدب المقارن ..الطاهر مكي
كتبت :سمية عبدالمنعم
إنها أيام الفقد المؤلمة ..التي يختار فيها المبدعون والمفكرون ان يغادروا دنيانا الواحد تلو الاخر وكأنهم اجتمعوا على موعد محدد يغزو الحزن فيه ارواحنا ويأبى أن يفارقنا ؛فبعد وفاة الناقد السينمائي الأشهر سمير فريد أمس ، تفجعنا اليوم الأربعاء وفاة الناقد الأدبي المصري الدكتور الطاهر أحمد مكي ، عن عمر يناهز 93 عاما بعد رحلة حافلة بالعطاء في مجال الأدب والتأليف والتحقيق والترجمة والتدريس بعدد من الجامعات المصرية والأجنبية.
ولمن لا يعرفه فالطاهر مكي لم يكن أستاذا جامعيا او ناقدا أدبيا فحسب بل كان إحدى علامات النقد الأدبي في العالم العربي وخاصة المقارن منه فاستحق عن جدارة لقب عميد الأدب المقارن .
كان د. الطاهر يجيد العديد من اللغات وهي الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية، إضافة إلى اللغة اللاتينية القديمة.
*نشأته وتعليمه
نشأ د. مكي أستاذ اللسانيات في مركز إسنا بصعيد مصر عام 1924، التحق بالتعليم الأزهري وحصل على الابتدائية من المعهد الديني بمحافظة قنا، ثم انتقل في المرحلة الثانوية للقاهرة وتخرج في كلية دار العلوم بالقاهرة عام 1952.
حصل مكي على الدكتوراه في الأدب والفلسفة بتقدير ممتاز، من كلية الآداب بالجامعة المركزية بالعاصمة الإسبانية مدريد عام 1961، وعمل أستاذا بكلية دار العلوم بالقاهرة وأستاذاً في الأندلسيات ومترجماً ومحققاً وناقداً.
عمل مدرساً ثم أستاذاً ووكيلاً لكلية دار العلوم بالقاهرة لشئون الدراسات العليا، كما عمل أستاذًا زائرًا بجامعة في كولومبيا، تعرف فيها إلى الأدب المكتوب بالإسبانية في أمريكا اللاتينية، كما عمل أستاذًا زائرًا في تونس ومدريد والمغرب والجزائر والإمارات.
* الجوائز
عام 1992 نال الطاهر مكي جائزة الدولة التقديرية في الآداب . كما نال جائزة التميز من جامعة القاهرة عام 2009.
*مؤلفاته
من مؤلفاته “ الأدب الأندلسي من منظور إسباني- الأدب المقارن – مقدمة في الأدب الإسلامي المقارن_ امرؤ القيس: حياته وشعره – دراسة في مصادر الأدب- بابلو نيرودا شاعر الحب والنضال – القصة القصيرة: دراسة ومختارات – أصداء عربية وإسلامية في الفكر الأوروبي الوسيط”.
إلى جانب عشرات التراجم والمؤلفات والدراساتت والأبحاث الأخرى.
ويعد من أبرز أعماله أيضا تحقيق كتاب “طوق الحمامة” لابن حزم الأندلسي، كما ترجم نحو عشرة كتب من لغات أجنبية إلى العربية.
يذكر ان وزير الثقافة حلمي النمنم قد نعى الفقيد في بيان وصفه فيه بأنه “واحد من رواد الأدب المقارن في مصر والوطن العربي”. كما نعاه مجمع اللغة العربية الذي كان عضوا فيه، واتحاد كتاب مصر، والجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية.