كلا، لست الوحيد الذي يلقي نظرة واحدة على صوره، ويعبر بسخرية تخفي لوعة ما « كم أبدو قبيحاً!».. الجميع يشعر بالطريقة نفسها. وأيضاً لست الوحيد الذي لا يحب سماع صوته المسجل والذي يستغرب كثيراً حين يسمعه وكأنه يعود لشخص آخر.
لذلك لا داعي للقلق، فإحباطك من واقع أنك لست «فوتوجينيك» ليس حالة فريدة من نوعها، لأن الأمر لا علاقة له بهذه الجزئية على الإطلاق.
عدم شعورك بالرضى عن الصور حتى بعد إصرار الأصدقاء بأنك تبدو رائعاً طبيعي تماماً.. فلو كان الموقف معكوساً لكنت أنت في موقف المطمئن لهم على روعتهم في الصور ولكانوا هم الذي يعترضون على شكلهم.
الأمر لا يتعلق بتقدير الذات أو بالثقة أو حتى بالجمال أو القبح بل هناك تفسيرات علمية تفسر سبب كرهنا لصورنا ولصوتنا المسجل.
لماذا نكره شكلنا في الصور؟
يمكنك إلقاء اللوم على المرآة.. فهي سبب كرهك لصورك. الشخص ينظر إلى نفسه بالمرآة أكثر من مرة خلال اليوم، وعليه فنحن نشاهد انعكاساً لأشكالنا والتي هي في الواقع صورة مقلوبة لشكلنا الحقيقي. انعكاس الصور في المرآة ندرسه منذ أيام المدرسة لكننا لم نربطه يوماً بأشكالنا، وعليه فما تراه يومياً ليس صورة حقيقية ودقيقة ١٠٠٪ لشكلك.
لكن الانعكاس هذا هو ما نألفه ونعرفه وأول من تحدث عنه هو روبرت زوجنيك في أواخر العام ١٩٦٠ والذي أسماه ظاهرة تأثير التعرض المجرد. هذه الظاهرة هي التفاعل الإيجابي عما اعتدنا عليه، ومن ضمنها الوجوه، لكن ما نراه في الصور مغاير تماماً لما نراه في المرآة.
الوضع هو كالتالي بعد سنوات طويلة من النظر في المرآة يصبح انعكاس وجوهنا هو المألوف والاعتياد، هذا يتضمن العيوب أو عدم التناسق الذي يختفي ونتوقف عن رؤيته. لكن المشكلة هي أن الصور ليست انعكاساً بل هي تصوير لما نبدو عليه تماماً.
مثلاً حين يضحك أحدهم فهو يدرك، بسبب انعكاس صورته في المرآة، فإن الجانب الأيسر من وجهه يرتفع، بينما ينخفض الجانب الأيمن، لكن حين يشاهد نفسه يضحك في الصورة فإن الارتفاع والانخفاض هكذا سيكون مقلوباً وعليه فإن شكله برمته سيبدو غريباً وغير مألوف.
المشكلة الثانية تكمن في أن العيوب تصبح واضحة تماماً لكنها أيضاً تبدو في أماكن مختلفة عما اعتدنا عليه. ستجد نفسك تسأل «هل حقاً أبدو هكذا!».. الإجابة هي نعم أنت فعلاً تبدو هكذا والصورة التي اعتدت عليها طوال حياتك غير دقيقة على الإطلاق.
وفي حال كان قد خطر سؤالنا عن سبب عدم كرهك لصورك على سناب شات فالإجابة بسيطة. التطبيق هذا يعتمد على عدسة لا تقوم بقلب الصور أي أنه يعتمد مبدأ المرآة تماماً، ولذلك فهو يمنحك الصورة التى اعتدت رؤيتها عن نفسك طوال حياتك.
كرهك لصورك لا يعني أنك تعاني من القبح بل هو عدم استساغة لشكلك الذي لم تعتد على رؤيته وبأنك، كما جميع البشر، تفضل صورتك المقلوبة التي تراها في المرآة.
ولماذا تستغرب ونكره صوتنا المسجل أيضاً؟
سواء سمعت صوتك في تسجيل فيديو، أو رسالة صوتية فأنت بالتأكيد يمكنك التعرف عليه، وبالتأكيد ستكون قد حسمت قرارك بأن ما سمعته لم يعجبك على الإطلاق.
صوتك الذي تسمعه حين تتكلم يختلف بشكل كبير عن الصوت الذي يسمعه محيطك، فالصوت الواحد يتم سماعه بشكل مختلف بين الشخص الذي يتكلم وبين الذي يستمع، وذلك لأنه يصلك من خلال قنوات تختلف كلياً عن القنوات الخاصة بالآخرين.
عندما تنتقل الموجات الصوتية من العالم الخارجي فهي تصل إلى الأذن الخارجية، ثم إلى قناة الأذن فالطبلة، ما يخلق ذبذبات يفسرها الدماغ بشكل أصوات. لكن حين تتكلم فإن طبلة الأذن تهتز جراء الموجات الصوتية التي تصدرها في الهواء، لكنها ذبذبات مختلفة ناجمة عن الحركات التي تقوم بها لإصدار الصوت.
أوتارك الصوتية وقنوات الهواء تتحرك والذبذبات الصادرة عنها تصل إلى طبلة الأذن أيضاً، وبما أن أجسادنا يمكنها نقل الذبابات المنخفضة بشكل أفضل من قدرة الهواء على القيام بذلك فإن النتيجة تكون «مفهومنا لأصوتنا».
وعادة هذا المفهوم يكون صوتاً منخفضاً وعميقاً. لذلك حين تسمع التسجيلات الصوتية فأنت تسمعه من دون كل الذبذبات الجسدية ولذلك يبدو غريباً وغير محبب لأنه بنغمة حادة .
الصراع هنا يكون بين صوتين، صوت داخلي تخفف من حدته عضلات الفك السلفي والأنسجة وتشوش عليه الذبابات الصادرة من الأحبال الصوتية وقنوات الهواء.. وصوت حقيقي بلا كل هذه الإضافات يكون حاداً وبنغمة مرتفعة. لذلك حين تسمع صوتك فأنت تكرهه بشكل مباشر لأنه لا يبدو بالنسبة إليك بأنه يعود إليك.
لذلك الخلاصة العامة هي أن الصور التي تكرهها وتظن بأنها تظهرك بشكل مريع أو بشكل لا يعجبك هي شكلك الحقيقي، والصوت الحاد الذي يزعجك وتكرهه هو صوتك الحقيقي. لكن لا داعي للذعر، فجميعنا في المأزق نفسه.
المصدر: موقع سيدتي