كتبت : سمية عبدالمنعم
تفعل الديكتاتورية بالشعوب ما لا تفعله الحروب والمذابح بل والأوبئة والأمراض وربما الكوارث الطبيعية أيضا .
فللنظام الديكتاتوري القمعي اسلوبه في تغييب عقول شعبه واخضاعهم لسلطته ،وطرق التجهيل والتغييب كثيرة ،قد تصل حد فرض العزلة على الشعب وكانه يحيا في جزيرة نائية لا يكاد يدرك من الحياة المدنية الحديثة شيئا ،فإذا ما اضطر للانتقال إلى إحدى الدول المتقدمة يبدو وكأنه انسان بدائي جاء لتوه من إحدى الأساطير القديمة.
ربما لا يعرف الكثيرون منا ما يعانيه شعب كوريا الشمالية
فقد أجرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، حوارا مع أحد الهاربين من كوريا الشمالية ، اتضح من خلاله الكثير من مظاهر العيش هناك بل وتأكد ما يحياه الشعب الكوري الشمالي من التخلف التكنولوجي والمجتمعي مقارنة بكوريا الجنوبية.
يقول الكوري الشمالي الهارب، الذي يعيش حاليا في كوريا الجنوبية، انه عندما راي “الصراف” أو ماكينة سحب النقود لأول مرة في حياته، ظن أن شخصا يقبع داخل الماكينة وهو الذي يتكلم ويتولى عملية إتمام السحب.
والأمر بهذا الشكل انما يمثل واحدة من العقبات التي تواجه الكوريين الشماليين الذين ينشقون عن نظام بلادهم الديكتاتوري، هاربين إلى بلدان مجاورة منها على سبيل المثال كوريا الجنوبية.
ويستطرد المنشق الهارب إنه عندما كان يحيا في بلده لم يكن يملك حسابا بنكيا، موضحا أن أغلبية السكان هناك لا يملكون أيضا حسابات بنكية، مما يضطرهم إلى تخزين أموالهم في بيوتهم.
وهو ما يرجع إلى الفساد الذي تشهده البلاد، لا سيما في البنك المركزي الكوري الشمالي، بالإضافة إلى البنوك التجارية الأخرى التي تملكها كلها حكومة بيونغيانغ، الأمر الذي يجعلهم يترددون في التعامل معها.
ويذكر ان الشعب الكوري الشمالي يجهل الكثير من المسائل المالية المرتبطة بالتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، وهو ما عرض 200 كوري شمالي منشق إلى عملية احتيال، إذ كانوا جزءا من مجموعة خسرت نحو 14 مليون دولار أمريكي.
وهو ما حدا بحكومة كوريا الجنوبية حاليا للتوجه الى تنظيم دروس توعية للمنشقين عن كوريا الجنوبية في قضايا تتعلق بإدارة أموالهم، خاصة فيما يتعلق استخدام أدوات تكنولوجية.