الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وإقامة مشروعات كبرى، ذلك هو الواجهة الدعائية لمؤتمر البحرين الذي سينعقد أواخر هذا الشهر أو الشهر المقبل، ذاك الذي دعا إليه البيت الأبيض. فيما تدعو دول وقوى عربية لعدم المشاركة في هذا المؤتمر معتبرين أنه تمهيد لما يسمى بصفقة القرن.
تقول صحيفة القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها أنه “رغم تجلي غرض (الصفقة) الحقيقي على أنه إخضاع الفلسطينيين بالقوة وإقرارهم بالعجزعن مواجهة ما يخططه لهم ترامب وشركاه (من جاريد كوشنر، صهره ومستشاره السياسي، السعودية والإمارات والبحرين التي انخرطت في مهمة تطويع الفلسطينيين ليقبلوا بهذا المخطط) فإن الشركاء إيّاهم ما زالوا يعتبرون أن المسألة لم تتجاوز حدود اللغة، فما عليك سوى أن تسمّي الإخضاع (صفقة) حتى يقبل الطرف الضعيف بها، وحين لا يقبل فما عليك سوى أن تبتكر لفظة جديدة، وهو ما فعلته البحرين التي طرحت مصطلحا أكثر حيادية لتسمية اجتماع الترويج لـ (الصفقة) وهو (ورشة عمل اقتصادية)”.
إن دعوة واشنطون لما يسمى بـ” ورشة البحرين الاقتصادية” لتصحيح الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية من خلال حشد المستثمرين الأوربيين والعرب هي عبارة عن بحث جاد عن ممول لدعم ما يسمى بصفقة القرن أو ما جرى تسميته بهذا الشكل، تلك التسمية التي أطلقها ترامب منذ قرابة تسعة أشهر. في حين أن حقيقة هذا الصفقة هو استغلال لحالة الضعف العربي في فرض واقع جديد ونهائي للفلسطينيين يحرمهم أرضهم لصالح الكيان الصهيوني.
هذا الممول الذي سيضخ استثمارات في الدول المضيفة للفلسطينيين المطردوين من أرضهم والمحرومين حتى من حق العودة. ويقف على إعداد وتنفيذ هذه الصفقة المجحفة جاريد كوشنر صهر ترامب جنباً إلى جنب مع حلفائه العرب. تتمثل السياسة الأساسية لهذه الصفقة في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني إلى درجة يستسلمون تحت وطأتها أو يتخلون عن فكرة المقاومة والنضال الوطني، ثم تتم مكافأتهم على ذاك القبول بتحسين الظروف الاقتصادية لإبقائهم كمشاركين سياسيين من الدرجة الثانية في إسرائيل، التي تتطلب التخلي عن أي مطالبة فلسطينية بتقرير المصير.
لا زالت حقيقة هذه الصفقة حبيسة ضمائر القائمين عليها، بيد أن هنالك بعض الإرهاصات التي تشير لكون أنه سيتم اقتطاع جزء من سيناء مصر لصالح الفلسطينيين النازحين تحت وطأة الاتفاق الخبيث بين ترامب وشركاه، وتعويض فلسطيني الشتات في الأردن. فيما ينفرد الكيان الصهيوني بمساحة أكبر من أرض العرب. هذه المساحة التي وإن حصل على نواتها بشراء الأرض في عهد العثمانيين، فهو الآن يتلقاها كعربون محبة وود من الحكام العرب.