إذا كانت لديك صور تعود لأفراد قدامى من العائلة، أجدادك مثلًا، سوف تلاحظ ملاحظة غريبة جدًا، وهي أنهم لم يكونوا يبتسمون أثناء التصوير، بل في الغالب ستجدهم متجهمين.
هذه الملاحظة ربما دفعتك لعدة تفسيرات، من بينها أن الناس حينها لم يكونوا سعداء، للدرجة التي جعلتهم متجهمين حتى في لحظة التصوير، التي كان من الممكن أن يبتسموا وقتها.
لكن السؤال ما زال قائمًا: لماذا غابت الابتسامة عن وجوه الناس في الصور القديمة؟
رغم أننا لم نشاهد صورًا تحمل روح السعادة لدى القدماء، لكن هذا لا يعني بالطبع أنهم كانوا تعساء لهذه الدرجة، ربما مروا بظروف صعبة، ولكن نحن أيضًا نمر بظروف صعبة، ورغم ذلك نبتسم أثناء التصوير، وبعضنا يضحك أيضًا. ولكن هنناك عدة تفسيرات لهذه الظاهرة، وهي ظاهرة التجهم في الصور القديمة، منها:
منظر أسنانهم السيء في هذا الوقت
فقد أرجع بعد المتخصين في دراسة الماضي هذه الظاهرة الغريبة إلى عدم نظافة أسنان الناس وقتها، فلم تكن وسائل النظافة الحديثة متاحة بهذا الشكل، وقد كانت في حين توافرها باهظة الثمن، ولم تكن عادة تنظيف الأسنان منتشرة وقتها بين الطبقات الوسطى والفقيرة، بل ولدى الطبقة الغنية في أحيان أخرى، وهذا كان يعرض الأسنان للتسوس بشكل أسرع، مما يجعل شكلها سيئًا.
بقاؤهم أمام آلة التصوير لفترة طويلة
أرجع بعض الخبراء أيضًا سبب غياب الابتسامة عن صور القدماء للوقت الطويل الذي كانت تستغرقه عملية التصوير آنذاك، فقد كانت الكاميرات قديمًا تحتاج وقتًا طويلًا لالتقاط الصورة، لذا كان من الصعب أن يظل الأشخاص مبتسمين فترات طويلة لحين التقاط الصورة. ولكن الخبراء بحثوا عن أسباب أخرى.
الرجوع لأسباب أخلاقية
يرى بعض المختصين في دراسة الماضي، أن الابتسام لم يكن شيئًا مستحبًا في العلن، ونلاحظ هذا الأمر حتى في اللوحات المرسومة، والتي غابت عنها الابتسامة أيضًا، فكلما كان الشخص أكثر صرامة كان أفضل لدى القدماء، فنجد مثلا أن الابتسامة لم تصبح شائعة إلا بحلول عام 1920 م مثلا، حيث كانت التكنولوجيا قد بدأت تخطو خطوات للأمام، وكذلك لم يعد وقتها الابتسام أمرًا مستهجنًا.