صفقة القرن الصداع الذي يضرب الرأس العربي منذ فترة، ولقد كانت ورشة العمل التي دعت إليها الولايات المتحدة كي تُعقد في دولة البحرين نهاية هذا الشهر أو مع بداية شهر يونيو، وموضوعها حول الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وكيفية إقامة مجموعة من المشروعات الكبرى
وقد صرّح بعض الكُتاب أن هذا المؤتمر لا يعدو كونه الجانب الاقتصادي لما يُعرف بصفقة القرن، وهذه الصفقة وفقًا لما يراه هؤلاء الكُتاب هو التطبيع مع إسرائيل، وجذب قدم الدول غير المطبعة على وجه الخصوص.
ويعلن كاتب الغد الأردنية ماهر أبو طير أن غالبية الدول ترفض المشاركة في هذا مؤتمر المنامة، وترى أن من يشارك يساعد على تمرير صفقة القرن، خاصة أن الجانب الاقتصادي هو بوابة الدخول لجانب الصفقة السياسي.
ويشير أبو طير إلى أن الكثيرين يعلمون جيدًا أن مؤتمر البحرين لن يكون هدفه اقتصادي بحت، ولكن الجانب الاقتصادي المقدم هو مجرد رشوة اقتصادية للقبول بالحلول الاقتصادية المقترحة في هذه الصفقة
ويشير أحد كتاب الغد الأردنية باسم الطويسي إلى أن هذا المؤتمر الذي يتم التجهيز له في البحرين يكتنفه الغموض، وأن المليارات المعروضة والتي تشير التسريبات إليها هدفها فرض حلول سياسية، إلا أنه يرى أن نتائج المؤتمر لن تكون على هوى من يجهزون له.
وتشير الكاتبة بالقدس الفلسطينية دلال عريقات إلى أنه تم تجاهل الفلسطينيين وعدم دعوتهم لحضور ورشة البحرين رغم أن الأمر يدور حولهم بالأساس. وتسأل الكاتبة: لماذا تستضيف دولة البحرين ورشة اقتصادية حول فلسطين دون أن تستشير فلسطين باعتبارها صاحبة الشأن؟
وقد جاء على لسان عادل عبد الله المطيري في جريدة “العرب” القطرية، أنه وفق ما هو معلن فإن مؤتمر المنامة هو الجانب الاقتصادي والمدخل الطبيعي لما عُرف إعلاميا بصفقة القرن
ويضيف المطيري أن من الواضح أن هدف ورشة البحرين ليست أكثر من محاولة لتعميم التطبيع مع إسرائيل، خاصة من قبل الدول العربية التي لم تطبع حتى الآن.
ويختم مقاله بالقول: “الخلاصة: ورشة أو ‘ورطة’ البحرين ستكون محاولة للتطبيع، ولتسويق صفقة القرن المرفوضة من الشعب العربي، وهنا لا يمكننا أن نعول على رفض فتح أو عباس، ولكننا نعوّل على رفض الشعوب العربية، بعد أن يتكشّف لها المستور من تخاذل بعض حكوماتنا العربية”.