دراسة : زيت البرتقال يمكنه علاج اضطراب ما بعد الصدمة
كتبت : سمية عبدالمنعم
مصطلح اضطراب ما بعد الصدمة يقصد به اضطراب القلق الناجم في معظم الأحوال عن التعرّض لأحداث مؤلمة أو مخيفة مثل الموت المفاجئ لأحد أفراد العائلة المقرّبين.
ويتعرض الشخص المصاب باضطراب ما بعد الصدمة للكوابيس والقلق الشديد، وربما تظل تلك الحالة تصاحبه لعدة أشهر أو قد تطول لتصل إلى عدة أعوام وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب.
وعن علاج تلك الحالة فانه يقتصر على نوعين من العلاجات النفسية وهما: العلاج المعرفي والعلاج بالتعرّض.
الا ان هناك نوعا جديدا من العلاجات تم اكتشافه مؤخرا ربنا يبدو غريبا كثيرا كعلاج لمرض نفسي ، حيث قامت كاساندرا موشفيغ الباحثة بمختبر بول مارفر بجامعة جورج واشنطن، بدراسة تأثير زيت البرتقال على أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة، حيث أظهرت بعض الدراسات السابقة أن زيت البرتقال قد يكون له تأثير مشابه لمضادات الاكتئاب على الجهاز العصبي المركزي.
وخلال مؤتمر علم الأحياء التجريبي للعام 2017 والذي عُقد في ولاية شيكاغو الأمريكية طرح فريق الباحثة كاساندرا الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الفسيولوجية الأمريكية .
وقد أوضحت الدراسة أن النباتات تنتج الزيوت بصورة طبيعية ويمكن استخدام تلك الزيوت لأغراض علاجية، وعادة ما يتم استخراج زيت البرتقال من قشرته حيث يمكن استنشاق تلك الزيوت أو وضعها على الجلد أو استخدامها في المأكولات والمشروبات.
وفي البداية لجأ الفريق البحثي لاختبار زيت البرتقال على الفئران لتحديد تأثير المركب على ذاكرة الخوف وتنشيط الخلايا المناعية، وقد استخدموا طريقة العالم “بافلوف” التي تدعى “الاستجابة الشرطية” لدراسة تشكيل وتخزين ذكريات الخوف كنموذج لاضطراب ما بعد الصدمة.
وعن طريقة العالم بافلوف فتعتمد على استخدام نغمة معينة مع “محفّز سلبي” مثل استخدام صدمة كهربائية لإثارة الخوف لدى الفئران مصحوبة بإحدى النغمات الموسيقية المحددة ولذلك تكوّن الفئران ذاكرة خوف تربط بين النغمة والمحفّز فعندما تتعرض للنغمة فقط تظهر استجابة الخوف لديها على الرغم من عدم وجود المحفّز.
وقد قام الفريق بتقسيم 36 فأرًا إلى ثلاث مجموعات وعرّضوا المجموعة الأولى للنغمة الموسيقية فقط بينما عرّضوا المجموعة الثانية للمياه والمحفّز السلبي، أما المجموعة الثالثة فقط تم تعريضها لزيت البرتقال عن طريق الاستنشاق قبل وبعد تعريضهم للمحفز السلبي بأربعين دقيقة.
واخيرا فقد توصل الباحثون إلى أن الفئران التي تعرضت لزيت البرتقال قلت لديها احتمالات ظهور أعراض الخوف بعد التعرّض للمحفز السلبي على عكس الفئران الأخرى، وهو ما ادى لانخفاض الخلايا المناعية المرتبطة بـ “المسارات البيوكيميائية” والمتعلقة باضطرابات ما بعد الصدمة لدى الفئران المعرضة لزيت البرتقال.