هل يفسد المال الود بين المحبين ؟؟؟
كيف يتدخل المال في العلاقات بين المحبين والأزواج ؟ وهل يمكن له أن يفسد الود بينهم أم أن المسألة مبالغ فيها ؟
تقول الدكتورة نيكول بريور أستاذة الفلسفة والمختصة في جامعة السربون بأن المسألة تستحق الاهتمام فعلا . فالعلاقات الانسانية تحكمها المشاعر والرغبة في البقاء . والمال قد يفسد كل هذا إذا لم نعير المسألة الأهمية المطلوبة . يقول المثل القديم والمعروف : من يحب لا يحسب . لكن إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا المثل صحيحا ؟ وهل حين نحب نترك كل حساباتنا خارجا فعلا أم نؤجلها إلى وقت لاحق بعد أن تفوت لحظة العشق الأولى ؟ هي مسألة شائكة فعلا وبها جدل طويل .
تقول نيكول بريور وهي التي تفتح عيادتها بعد الظهر للمجروحين والمتألمين من الاخر. تقول : في العلاقة لا أحد يمنح ولا يريد مقابلا . حتى ولو لا شعوريا . نحن بحاجة إى شيء يجعلنا نكمل وهذا الشيء لا يمكن أن يكون إلا العطاء المتبادل . العطاء كلمة شاملة فقد يكون هذا العطاء حبا رقيقا صادقا وقد يكون اعترافا بجميل التواجد في عالم القساة هذا وقد يكون مقابلا ماديا بمعنى مستوى مادي واجتماعي مريح جدا . نعم قد نفعل هذا لكي نقول لشخص بأننا نحبه .
رغم أن المجتمعات الشرقية مازالت محافظة غير أن المرأة وفي أغلب هذه المجتمعات أصبحت تحتل مناصب وظيفية هامة ومحترمة وبالتالي أصبح لها دخل وقد تتفوق في ذلك على شريكها . هذه المسألة شديدة الحساسية في بعض المجتمعات فالزوجة التي تساعد في نفقات البيت لها شخصيتها المستقلة واختياراتها وتوجهاتها في بيتها . كل هذا قد يجعل بعض الرجال يملون من هذه السيطرة المزعومة أو المرجوة ويعجزون على التعامل مع الأمر ببساطة كما أول مرة التقيا وأصر كل منهما على دفع حساب القهوة .
إن العلاقات الناضجة والمسؤولة لا تترك هذه المسائل تفسد رونقها . فمهما كان الوضع المادي بين الشخصين فهذا لا يمكن له أن يغير شيئا من وعيهم بضرورة التواجد معا مهما كانت الظروف والحالة المادية والاجتماعية . الحب المتبادل والاحترام الموجود بالفعل قادران على الوصول بالشريكين إلى بر الأمان .