استخراج مضادات حيوية وأدوية للسرطان من الفطريات
كتبت : سمية عبدالمنعم
تظل الحاجة الى ابتكار مضادات حيوية جديدة مستمرة ،ففي ظل التطور الكبير الذي تشهده سوق الدواء وصناعته في وقتنا الحالي، ورغم وجود الكثير والكثير من العقاقير والمركبات الطبية، الا ان الكثير من خبراء الصحة يؤكدون أن الأمر يستلزم ايجاد مضادات حيوية جديدة، وذلك بسبب المقاومة التي بدأت تبديها بعض مسببات الأمراض من الفيروسات والبكتيريا لتلك المركبات وهو ما يجعلها غير ذات نفع وكأن المريض لا يتناول شيئا ، وربما تدهورت حالته بينما يظن ان الدواء قد يحتاج لدورة زمنية محددة لتظهر نتائجه وهو بعيد كل البعد عن الحقيقة.وهو ما حدا بالخبراء والأطباء البحث بضراوة وهمة عن انواع جديدة تحمل من الفاعلية ما يحتاجه المريض .
وعليه فقد أكد علماء سويديون ودنماركيون أنهم توصلوا لبعض المصادر الطبيعية التي من الممكن أن تساهم في إنتاج مضادات حيوية جديدة كليا.
ففي مقال نشرته مجلة Nature Microbiology اوضح خبراء من جامعة تشالمرز السويدية: “الجميع يعلم عن أهمية اكتشاف البنسلين، والأثر الذي تركه هذا الاكتشاف في عالم الطب، وتعود أهمية هذا الاكتشاف كون المصدر الذي استخرج منه الدواء، مصدرا طبيعيا، وهو الفطريات.. لقد بينت أبحاثنا الأخيرة أن 9 أنواع من فطر البنلسيليوم لديها خواص ومكونات لم تكن معروفة من قبل، ويمكن استخدام تلك المكونات لاستخراج مضادات حيوية ومواد مضادة للسرطانات”.
كما اظهرت الأبحاث التي قاموا بها مؤخرا على 24 نوعا من الفطريات أن معظمها قادرة على إنتاج مواد نشطة بيولوجيا، ومواد يمكن استخدامها كمضادات حيوية. وهذه المواد هي نفسها المواد التي تستخدمها الفطريات لحماية نفسها من مسببات الأمراض في الطبيعة.
جدير بالذكر أن أول مضادات حيوية تم الحصول عليها من الفطريات هي البنسلينات، حيث مثلت تلك المركبات المضادة للبكتيريا حينها ثورة في عالم الطب، وأول من انتبه لتأثير البنيسيلين المضاد للبكتيريا كان العالم الاسكتلندي، ألكسندر فيلمنج عام 1928، ثم و بعد عشر سنوات تم عزل جزيء البينيسيلين وتركيزه ودراسته على يد الباحثين، إرنست تشين، وهوارد فلوري، وفي عام 1945 حصل الباحثون الثلاثة جائزتي نوبل للطب والفزيولوجيا عن إنجازاتهم في ذلك المجال.