بالصور …قرية بأندونسيا يحتفظ أهلها بجثث الميتين في المنازل لسنين طويلة ويقدمون لهم الطعام والشراب

طرائف وغرائب ,

بالصور …قرية بأندونسيا يحتفظ أهلها بجثث الميتين في المنازل لسنين طويلة ويقدمون لهم الطعام والشراب

كتبت: سمية عبدالمنعم

“احتفظت بجثة والدي بالمنزل لمدة 12 سنة، فقد مكنني الاحتفاظ به لفترة طويلة من تجاوز الألم، لأن الدفن السريع يعني حزناً مضاعفاً لسرعة الفقدان”

هكذا قالت ماماك ليزا  ، والتي تحيا بإحدى قرى اندونسيا، حيث يتعامل سكانها مع موتاهم وكأنهم مازالوا أحياء ولم يمسسهم سوء ،فيحتفظون بجثثهم ويقدمون إليهم الطعام والشراب بل ويتحدثون إليهم ويصطحبونهم في كل مكان يذهبون إليه .

الأمر ليس مزحة او جزءا من فيلم خيال علمي ، بل حقيقى واقعة تجري تفاصيلها في زمننا هذا وفي قرية توراجان باندونسيا ، والتي يتوارث اجيالها طقوسا غريبة في التعامل مع موتاهم ، فيسكنهم اعتقاد قوي بأن ميتهم انما لم يمت بل هو مريض يعاني مرضا جعله غير مستجيب  لعالمهم الخارجي  فيقضي معهم أطول فترة ممكنة قد تمتد لسنين طويلة ، بعدها يقيمون جنازة مهيبة لدفنه نهائيا .

* ما يدخر من مال

ويرتبط  بقاء الميت بين الأحياء  في أغلب الأحيان بما يدخره من مال في حياته بما يكفي لتسيير أموره بعد الموت، وشراء متطلباته، وبعد انتهاء هذا المال يمكن أن تنقطع الصلة به ويضطر أهله اذا لم يكونوا يملكون مالا كافيا لإقامة مراسم جنازته ودفنه . ويحفل طقس الجنازات عند التورجان بالكثير من  التفاصيل التي  قد تستمر لسنة كاملة، حيث يحضر الأقارب من جميع أنحاء العالم، ويتم الذبح والتضحية بعدد كبير من البهائم.

*غرفة منفصلة للمتوفى

يتم حقن الجثة بمادة حافظة تعرف باسم “الفورمولين” لمنعها من التحلل واطالة وقت الاحتفاظ بها ، ويتم تخصيص غرفة في المنزل للميت لكي يعيش فيها، بل و يقوم الأقارب بوضع الطعام والدخان للميت في غرفته مرتين في اليوم، ويحرصون على غسل الجثة روتينيا، وتغيير ملابسها، كما يتركون وعاء لقضاء الحاجة في ركن من الغرفة، ويتحدث اهل الميت  مع الجثة كما لو أن صاحبها حي، ويتقدم الضيوف إليها، ويشركونها في امورهم ويطرحون الأسئلة عليها ولا ينتظرون سماع  إجابة منها.

ويظل الشخص الميت  في بيت العائلة ولسنين قد تكون طويلة ، بل و يرافقهم اسمياً دون أن يتحرك له ساكن، ولا يعتبرون الشخص ميتاً بالمعنى الحقيقي عندهم، إلا بعد أن يتم دفنه نهائياً، إذ يظل الاعتقاد  بأنه مريض وقد يشفى في أذهانهم واعتقادهم.

* عدم ترك الجثة وحيدة خوفا عليها من الأرواح

و لا يترك  الاهل جثة ميتهم وحده لفترة طويلة، ويحرصون على ان تكون الغرفة مضاءة دائماً، ويرجع السبب لاعتقادهم بأن الظلام سيجعل الأرواح تدخل إلى المكان وقد تصيب الميت بالمشاكل والمتاعب .