“ناسا” تتسبب في عملية انتحار فضائي
كتبت : سمية عبدالمنعم
لم تعد لفظة انتحار تطلق على البشر فحسب ، بل ان غير العاقل من مخترعات صارت تتعرض لتلك اللفظة ، ففي نبأ يبدو غريبا أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” انها ستشرف على عملية انتحار مثيرة ستجري وقائعها في كوكب زحل،وستكون المنتحرة مركبة الفضاء كاسيني حيث تقدم على فعلتها عندما تنهي مهمتها الأخيرة والمثيرة بين كوكب زحل.
قضت كاسيني حوالي 20 عاما من التحليق في الفضاء استخدمت خلالها جاذبية القمر تيتان، الذي يشبه كوكب الأرض في بدايته، وذلك للقذف بنفسها في مدار جديد سيمر عبر منطقة غير مكتشفة من قبل بين الغلاف الجوي لزحل وحلقاته.
وقد مرت المركبة الفضائية من أمام أكبر أقمار كوكب زحل للمرة الأخيرة اليوم السبت الماضي واستفادت من جاذبيته في اكتساب قوة دفع للقيام بعدد من القفزات الاستكشافية داخل حلقات الكوكب.
وينتظر أن تبدأ المركبة الفضائية قفزتها الأولى ضمن 22 قفزة بين الكوكب وحلقاته يوم الأربعاء المقبل.
وقامت ناسا بجعل المركبة تقترب حتى ارتفاع 979 كيلومترا عن تيتان بسرعة نسبية بلغت 21 ألف كيلومتر في الساعة.
ومن المقرر أن تدمر كاسيني نفسها في القفزة الأخيرة المقررة يوم 15 سبتمبر المقبل عن طريق الدخول مباشرة في الغلاف الجوي لزحل، فيما يشبه عملية انتحار فضائية.
وفي بيان لها قالت ناسا “ستجعل جاذبية تيتان مدار كاسيني يلتف حول زحل ويتقلص بعض الشيء لذا فبدلا من أن تمر المركبة خارج الحلقات فإنها ستبدأ قفزاتها الأخيرة داخلها.”
وتعود الفائدة من جعل كاسيني تقدم على الانتحار انه أثناء القفزات التي ستقوم بها ستقيس كاسيني كمية الثلج والمواد الأخرى في حلقات زحل كما ستتعرف على تركيبتها الكيميائية. وستساعد هذه المعلومات العلماء في معرفة كيف تشكلت هذه الحلقات.
كما ستدرس كاسيني الغلاف الجوي لزحل وستسجل قياسات لتحديد حجم النواة الصخرية للكوكب.
كما تعتزم ناسا أن تجعل كاسيني تصطدم بزحل حتى تضمن ألا تصطدم المركبة بأية حال بتيتان أو أي قمر آخر لزحل ربما يحتوي على شكل من أشكال الحياة الميكروبية.
وتضمن ناسا بانتحار المركبة الفضائية ألا تلوث أي ميكروبات عالقة من الأرض في كاسيني أقمار زحل وذلك لحماية الأبحاث في المستقبل.
يذكر ان كاسيني تقوم بدراسة كوكب زحل سادس كواكب المجموعة الشمسية ابتعادا عن الشمس وأقماره المعروفة البالغ عددها 62 قمرا منذ يوليو 2004 الا ان وقودها شارف على النفاد.