هل حضارتنا هي الحضارة الوحيده المتطورة التي ظهرت على الأرض؟ قد يعتقد الكثيرون منا ذلك , ولكن علماء الآثار لهم رأي آخر. فالكثير من الاكتشافات الاثريه أثبتت وجود حضارات سادت ثم بادت واندثرت بعد أن قطعت شوطا كبيرا في مسيرة التطور.
في متحف العراق الوطني , توجد جره صغيره , بحجم قبضة اليد , هذه الجره قد تتطلب منا اعادة النظر في كتب تاريخ الحضارات القديمه!
من المتعارف عليه لدينا أن العالم (فولتا) هو مخترع البطارية الكهربائيه في العام 18000 م , حيث استنتج من تجاربه ان وجود قضيبين معدنيين من مادتين مختلفتين في وسط كيميائي , يولد لنا طاقة كهربائية , وهذا الاكتشاف أدى الى تخليد اسمه كوحده لقياس فرق الجهد الكهربائي (الفولت).
لكن الجره الصغيره الموجوده في بغداد تخبرنا أن (فولتا) لم يكتشف البطاريه الكهربائيه , بل انه (أعاد) اكتشافها ! حيث في العام 1938 اكتشف عالم الآثار الألماني Wilhelm Konigg في منطقه تسمى خوجة رابو قريبا من بغداد جرة طينية بطول 13 سم تحتوي على اسطوانة نحاسية مغلقة بقضيب حديدي وظهرت على الجرة علامات تآكل وكشفت الاختبارات الأولية وجود عامل حمضي كالخل أو النبيذ فما كان من العالمKonig الذي لم يضع وقته بالبحث عن تفسيرات بديلة لاكتشافه فبالنسبة إليه كان لا بد أن تكون هذه الجرة وما تحتويه بطارية وعلى الرغم من أنها كانت صعبة التفسير إلا أنه نشر استنتاجاته. وبعد أكثر من 70 سنة على اكتشافها بقيت بطاريات بغداد والتي يبلغ عددها حوالي 12 بطارية ضرباً في الأساطير.
كان عمر الجره عند اكتشافها حوالي 20000 عام و تتكون من قضيب معدني محاط بأسطوانه نحاسيه , ويحيط بهما الفخار الذي تم اغلاقه من الاعلى بمادة الاسفلت, وكشفت دراسة الجره انها كانت تحتوي على الخل , حيث ان وجوده يؤدي الى تفاعل ينتج تيارا كهربائيا. اعتقد ويلهيلم ان هذه الجره بهذه المكونات هي عباره عن بطاريه و نشر ابحاثه في هذا الشأن عام 1940م , ولكن بدء الحرب العالمية الثانية أدى الى نسيان هذا الاكتشاف لفتره من الزمن.
وكان السؤال الاهم : لماذا اخترع العراقيون القدماء هذه البطاريه الكهربائيه و فيم كانت تستخدم؟
ظهرت عدة نظريات تحاول الاجابه على هذا السؤال , منها أن هذه البطاريات كانت تستخدم في طلاء التماثيل بالذهب , و هناك نظريه اخرى تقول انها كانت تستخدم في العلاج الطبي حيث وجدت بعض الأبر قريبا من البطاريات , ومن المعروف ان العلاج بالابر الصينيه يكون مصحوبا احيانا بتيار كهربائي خفيف.
ولكن حتى الآن تبقى هذه مجرد نظريات ولم يتم التأكد حتى الآن من الغرض الحقيقي وراء صناعه هذه البطاريات قبل 1800 سنه من اكتشافنا لها.