فقصتنا اليوم قصة وعبرة .
وهى من القصص الى يصعُب نسيانه ، وتروى لنا القصة أن صياداً فقيراُ كان يقتات من البحر قوته يوماً وراء يوماً ، وكان يذهب إلى البحر باكراً ويلقى بشبكته فى الماء ، حتى أن رزقه الله بسمكة أو أكثر يأخذها إلى زوجته وعياله ، فيأكلونها حتى إذا ما إنتهى ما جلبه يذهب صباحاً إلى البحر ليصطاد غيرها .
وذات يوم رجع الصياد بصيده إلى البيت وأعطى لزوجته من السمك ما قد جلب ، وكانت زوجته تقطع السمك فإذا بها تجد لؤاؤة جميلة فى جوف السمكة !! فاندهشت الزوجة ونادت بأعلى صوتها يا الله لك الحمد وصرخت : زوجى زوجى لقدت وجدت لؤاؤة فى جوف السمكة لؤلؤة لؤلؤة ، فجاء الرجل مسرعاً إلى زوجته وكاد ألا يصدقها لولا أن رأى اللؤلؤة بعينه ، صرخ الرجل فرحاً وقال اللهم لك الحمد .
واقترح الصياد الفقير على زوجته أن يبيعوا هذه الؤلؤة إلى التاجر الذى يسكن بجوارهم ويقبضون ثمنها فيقتاتون شئ غير السمك هذا اليوم ، وذهب الصياد إلى التاجر فلما رأى اللؤلؤة إندهش ، وقال إن هذه اللؤلؤة لا تقدر بثمن ولا أستطيع شراؤها ، لكن إذهب إلى التاجر الكبير بالمدينة لعله يقدر على ثمنها . ذهب الصياد الفقير ومعه اللؤلؤة إلى التاجر الكبير فأًعجب جداا باللؤلؤة ، وقال للصياد إنها جميلة حقاً وفريدة ولو أعطيتك كل ما أملك فإنى لا أوفى ثمنها ، لكن أنصحك أن تذهب إلى شيخ التجار فإنه يشتريها منك ، فبما ذهب الصياد إلى شيخ التجار قال له إن هذه اللؤلؤة نادرة ولا تقدر بثمن فعلا ولكن الوحيد الذى يستطيع أن يشتريها منك هو والى المدينة .
فى صباح اليوم التالى ذهب التاجر ومعه اللؤلؤة إلى والى المدينة فدخل عليه وعرض عليه اللؤلؤة التى قد وجدها فى البحر ، فإندهش اتلوالى من ذلك وأُعجب جدااا باللؤلؤة وقال له إنها لا تقدر بثمن لكن تستطيع أن تذهب إلى خزانتى وتاخذ منها ما تشاء ولديك ست ساعات تجمع فيها ما تشاء .
دخل الصياد إلى خزائن الوالى فوجد أنها مقسمة إلى ثلاثة أقسام قسم جواهر وأموال ، وقسم سرائر ووسائد إن وقعت عينك عليها تنام على الفور ، وقسم ثالث كا ما شتهيه النفس من أنواع الطعام المختلفة . فقال فى نفسه سأبدأ بالقسم الثالث وأكل من الطعام حتى أملئ بطنى وذهب وأكل كثيراً حتى ثقلت همته ، فلما رأى السرائر قال فى نفسه سألتقى ساعة أو ساعتين ثم أنهض وأجمع ما أشاء من الجواهر والمال ، فنام حتى إستقيظ على صوت الحراس وقالوا له قم أيها الصياد فلقد مضت ست ساعات . وخرج الصياد الائس ولم يجنى من غبائه غير الطعام والنوم ولم يدرك أنه لو غفل عنهما وجمع المال كا سيملك المال الوقت لكى يأكل وينام .
وأرى أن هذه القصة تمثلنا نحن