التسول .. هل هو فقر أم ثقافة ؟!
شيوع ظاهرة التسول
ظاهرة التسول لا وطن لها فهي منتشرة في كل بلدان العالم الغنيّة والفقيرة منها، ويُقصد بالتسوّل هو طلب المال من الناس عن طريق استجداء العاطفة إثارتها فيهم من خلال المظهر الذي يظهر فيه المتسوّل مثل: الملابس، الرثة، والممزقة، أو كأن يكون في شكله عيب خُلُقيّ وغيرها من المظاهر المتعدّدة.
التسول هو ثقافة منبوذة فى مجتمعنا وفى كل المجتمعات ، فقد أصبح ظاهرة بذيئة فى شوارهنا وهذه الظاهرة تخلق فجوة فى المجتمع يمثلها الشارع ، وما نلقاه فى يومنا وما وتراه أعيننا بإستمرار من سلوك شنيع يسئ إلينا وإلى المظهر الحضارى الذى من المفترض أن تظهر به المدن والميادين .
هذه الفجوة التى أحدثتها هذه الظاهرة فى المجتمع تتسع شيئاً فشيئا ، وكلما مر الزمن إبتدع أصحاب هذه المئنة ومنظميها أساليبلاً وألاعيباً جديدة . يخدعون بها العامة من أصحاب العقول الساذجة أو أصحاب القلوب الطيبة الذين لا ينظرون إلى ما وراء هذا الذى يمد يده ، إنما ينفقون ويخرجون من جيوبهم ما يرونه كافياً لإرضاء صاحب هذه اليد الممتدة
تلعب التربية في الأسرة دوراً كبيراً في خلق حبّ التسول لدى الفرد كأن يتربّى الطفل على التعوّد على طلب المساعدة من الآخرين، من الممكن أن يرث الشخص هذه الصفة من أبويه.
منع الإسلام التسول وذم المتسولين إلا لحاجة محتمة كالفقر الشديد، أما إذا كان التسول للإستكثار والغنى فقد حرمه الإسلام لما فيه من أضرار على المجتمع وإستغلال للناس.
ويقول النبي -صلى الله عليه و سلم- عن الذي يتسول ومعه ما يكفيه من المال: (إِنَّهُ مَنْ سَأَلَ وَعِنْدَهُ مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا يُغْنِيهِ قَالَ مَا يُغَدِّيهِ أَوْ يُعَشِّيهِ).
أما نهر السائل وزجره ومعاملته بتهكم وقسوة فقد منعه الإسلام حتى مع معرفة حال السائل، قال الله تعالى : ((وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ )).
وعلاج مشكلة التسول موجود في ديننا الحنيف , فالزكاة هي التي تحمي مجتمعاتنا من التسوّل الذي سببه الأساسيّ الفقر والحاجة فلو أنّ كلّ شخص مقتدر أخرج زكاة ماله لما كان هناك فقراء في بلادنا وهذا الحال الذي كان عليه الناس فترة خلافة سيدنا عمر بن الخطاب حتى الطير لم يذُق الجوع في زمانه وهذا كان لا يقتصر على المسلمين بل شمل النصارى واليهود فجميع الناس عاشت في اكتفاء دون الحاجة لطلب العون من الآخرين .