طلعت الشايب..عطاء في الحياة وفي الرحيل
كتبت: سمية عبدالمنعم
رحل عنا “طلعت الشايب”،عميد الترجمة في الوطن العربي بعد أن أثرى المكتبة العربية بترجمة مئات الكتب الاجنبية ، وكان شعبه الشاغل توصيل الفكر الغربي للقارئ العربي بأسلوب مبسط بعيد عن اي تعقيد وفي الوقت نفسه يتميز بالعمق ، اهتم بنقل ما سمي ب “صدام الحضارات” الذي أوضح الاختلاف في ثقافات سكان العالم، وكان له فضل ترجمة الروايات الأدبية التاريخية،التي استطاع من خلال ترجمته لها الحفاظ على إيصال المعلومة في قالب أدبي مميز.
و كان آخر كتاب وُضع عليه اسم “طلعت الشايب”، هو كتاب “الأبيض المتوسط”..
* اسهاماته في الترجمة
كانت له بصمته الواضحة في اظهار الاختلاف بين الحضارات،وهو ما جسده في كتاب “صدام الحضارات وإعادة صنع النظام العالمي”، من تأليف “سامويل هانتينجتون”، كشف فيه عن رغبة الفكر الأمريكي في صناعة وحدة ثقافية غربية تحت قيادة أمريكية، ثم جاءت رائعة ترجماته واشهرها “الحرب الباردة الثقافية”، حيث كشف فيه مشروع “مارشال”، الذي تبنّته أمريكا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، في محاولة منها لتشدين صفوف مناصرة لمشروعها نحو الهيمنة على العالم، في مقابل مناهضة الفكر الشيوعيّ.
_ اسهم بترجمته في اثراء المكتبة العربية بكتابين مهمين ، أحدهما بعنوان قضية “المثقفين” من تأليف “بول جونسون”، وثانيهما “فرصة لاستكشاف الخطأ في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في الفترة من سبتمبر 2001 إلى سبتمبر 2007” وهو يسلط الضوء على قضية “الاستشراق الأمريكي”، من تأليف الأمريكي دوجلاس ليتيل.
* الروايات التي قام بترجمتها
كان لاختياره ما يترجمه من روايات رؤية الأديب ونظرة المؤرخ ، فتأتي رواية : “عاري أمام الآلهة”، التي ترجمها “الشايب” من تأليف “شيف كومار”، وهي تنقل مشاعر “مغترب” عن الوطن بكل ما تحمله من الشك والإيمان والحب والجحود. وهناك رواية أخرى بعنوان “بقايا اليوم”، من تأليف “كازورو إيشيجورو”، وتحكي عن رئيس للخدم يعمل في قصر إنجليزي عريق، ويرى أن خدمته للإنسانية تتجسد في تسخير كفاءته وقدرته لخدمة رجل عظيم.
رحل الشايب، كان رحيله مثل حياته ، معطاء منصتا متدفقا ، رحل بين أصدقائه وتلامذته بعد أن عاش لحظاته الاخيره في صالون ثقافي بدمياط حيث “قاعدة الجمعة ” التي اعتاد عليها لينهل محبوه من علمه ومعرفته ،عشق العطاء فمات وهو يعطي.