طرق الوصول إلى البيانات التي يعرفها واتساب عنك ، يشارك تطبيق واتساب بعض معلوماتك مع المنصات والشركات التي تتبع شركة “ميتا” (فيسبوك سابقًا) وهذه حقيقة مؤرقة لمن يستخدم واتساب منذ فترة طويلة ويعلم مشاكل هذه الشركة فيما يتعلق باستغلال البيانات بشكل سيء، حيث أكدت عدة مصادر كون شركة “ميتا” تجني أرباحها بتتبع مستخدمي منصاتها المتنوعة للتواصل الاجتماعي، وجمع بياناتهم للتوصية بالإعلانات المستهدفة عبر “أدوات الاستهداف الدقيق للإعلان السلوكي”. في جميع الأحوال، إذا كنت مستخدمًا نشطًا لتطبيق “واتساب” فربما يتبادر إلى ذهنك السؤال: هل هناك داعٍ حقيقي للقلق؟ وما هي المعلومات التي يعرفها واتساب عني؟
أولًا: ما الذي يعرفه واتساب عنك؟
إذا كان تطبيق واتساب موجودًا على هاتفك، فهذا يعني أنك قد وافقت على سياسة خصوصية واتساب، وهي البنود والاتفاقيات التي لا يقرأها أحد والتي يجب أن توافق عليها قبل استخدام مختلف التطبيقات والبرامج، وهذا يعني أنك قد أعطيت واتساب الحق في جمع هذه المعلومات الآتية عنك:
• معلومات حسابك الأساسية: عند إنشاءك حساب جديد، فإن التطبيق يطلب بعض المعلومات الشخصية كرقم الهاتف واسم المستخدم، وأحيانًا قد يُطلَب منك أن تضع صورة، ولكنها ليست إلزامية. إذًا، فرقم الهاتف والاسم والصورة الشخصية هي أول ما يعرفه واتساب عنك ويحتفظ به.
• رسائلك: لا تقلق، فتطبيق واتساب لا يتجسس على الرسائل الخاصة بك، كونها مشفرة تشفير تام بين الطرفين وهذا يعني أن الرسائل التي ترسلها إلى شخص ما تُخزن على أجهزتكما فقط دون المكوث على سيرفرات واتساب الخاصة، ولكن أحيانًا يكون الشخص الذي تراسله غير متصل بالإنترنت، وهذا يعني أن الرسائل لن تصل إليه حتى يعود إلى الاتصال بالإنترنت، في هذه الحالة تُخزن الرسائل على سيرفرات واتساب لمدة أقصاها 30 يومًا حتى يتصل المُرسَل إليه بالإنترنت وعندما تصل إليه الرسالة، تُحذف من سيرفرات البرنامج.
• جهات اتصالك: إذا اخترت أن تضيف الأشخاص إلى واتساب بالطريقة التقليدية، أي عن طريق حفظ أرقامهم والبحث عن الواتساب الخاص بهم من جهات الاتصال، فهذا آمن وسيمنع واتساب من الوصول إلى بياناتهم، أما إذا أردت أن تختصر الطريق وتستورد جهات اتصالك مرةً واحدة من الإعدادات، فسيجمع واتساب بياناتهم جميعًا، حتى لو لم يكونوا من مستخدمي التطبيق.
• معلومات الحالة: هذا ما تخبرنا به سياسات الخصوصية، ولكنها لا تخبرنا عما تقصده بالضبط من هذا البند، ولكن أعتقد أنها تُخزن جميع الحالات التي تضعها سواء كانت صورة أو فيديو أو تسجيل صوتي.
• موقع الجغرافي: عندما تستخدم مميزات واتساب التي يتوجب عليك فيها أن تُفعّل الـ GPS، كمشاركة مكانك الحالي Live Location مع أحدهم، فإن التطبيق سيعرف مكانك بالتحديد وسيستطيع أن يحدد مكانك على الخريطة ويخزن هذه المعلومات.
• عنوان الـ IP ومعلومات الجهاز: شخصيًا تفاجأت عندما عرفت بهذه المعلومة، فمعرفة واتساب بمعلومات مثل نوع جهازك ونظام التشغيل قد لا تكون بهذه الأهمية بالنسبة إلينا، ولكن عنوان الـ IP فهذا يبدو غريب بعض الشيء لكن يستخدم التطبيق عناوين IP ومعلومات أخرى مثل رموز منطقة رقم الهاتف لتقدير موقعك العام، على سبيل المثال، المدينة والبلد.
• ملفات الارتباط (الكوكيز): يستخدم واتساب الكوكيز مثله مثل بقية المواقع والتطبيقات لتحسين مستوى الخدمة وإعطاءك ما تبحث عنه بسهولة، وربما لاستغلال معلوماتك وبياناتك وبيعها للشركات الأخرى، من يدري!
• بيانات الدفع والمعاملات: إذا كنت تستخدم واتساب في إرسال أو استقبال الحوالات، فإن التطبيق سيجمع المعلومات الخاصة بذلك مثل وسيلة الدفع وتفاصيل الحوالة وحتى كمية الأموال المُرسلة.
• معلومات الاستخدام وسجلات الأداء: يتتبع واتساب جيدًا طريقة استخدامك للتطبيق ويحلل طريقة تفاعلك مع جهات اتصالك، واستخدامك لمميزات معينة دونًا عن غيرها، وبالتأكيد يُسجل الأوقات التي تستخدمه فيها، والخصائص التي تستخدمها مثل المراسلة أو المكالمات أو الحالة، أو عمليات الدفع، أو خصائص الأنشطة التجارية، ومعلومات عن حالة اتصالك بالإنترنت، إلخ.
ثانيًا: المعلومات التي يشاركها واتساب مع الشركات الأخرى
يشارك واتساب بياناتك ومعلوماتك مع نوعين من الشركات بشكل أساسي: النوع الأول هو موفري خدمات تابعين لأطراف ثالثة وشركات Meta الأخرى وهذا – حسب ادعاء سياسات الخصوصية – لتحسين وفهم وتخصيص الخدمات التي تقدمها الشركة لمستخدميها، مثل الربط بين واتساب وفيسبوك وميتا وخلق تناغم بينهم، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية الفنية وحماية سلامة المستخدمين. على سبيل المثال، عندما تقوم بنشر حالة جديدة على حسابك سينبثق أمامك إشعار يخبرك ما إذا أردت نشر هذه الحالة كـ Story على فيسبوك، فهذا بسبب مزامنة بيانات Meta بين الخدمات التي تقدمها.
أما النوع الثاني من الشركات فهي التي تحتفظ ببياناتك على سيرفراتها مثل Google Drive و Apple iCloud فإذا استخدمت خدمة النسخ الاحتياطي للبيانات وخزنتها على سيرفرات هذه الشركات، فإن واتساب سيشارك معها رسائلك، ومعلومات حسابك، وجهات اتصالك، بالإضافة إلى عنوان IP الخاص بك وحقيقة أنك أحد مستخدمي واتساب.
طرق الوصول إلى البيانات التي يعرفها واتساب عنك
بعد أن عرفت نوعية البيانات التي يجمعها تطبيق واتساب عنك والجهات التي يشارك معها هذه المعلومات، ربما تتساءل عن طريقة الحصول على نسخة من هذه البيانات لنعرف ما تعرفه عنا الشركات. لحسن الحظ، يوفر التطبيق إمكانية طلب تقرير بمعلومات حسابك ولكن للأسف، فهذا التقرير ليس مفصلاً بالقدر الذي تتوقعه، مع الأخذ في الاعتبار كمية البيانات التي يجمعها “واتساب”. على أي حال، لطلب تقرير فكل ما عليك فعله هو الانتقال إلى “الإعدادات” Settings بعد فتح التطبيق ثم التوجه إلى قسم “الحساب” Account ثم الضغط على “طلب معلومات الحساب” Request account Info. الآن أضغط على زر “طلب التقرير” Request report ليتم تحديث الشاشة إلى حالة “تم إرسال الطلب”.
بعد ذلك ستضطر إلى الانتظار لحوالي 3 أيام حتى يُجمّع واتساب كل معلوماتك التي يعرفها عنك ويجهزها لك في صيغة ملف ZIP به بعض الملفات بصيغة HTML وهذه الملفات بدورها تحتوي على معلومات حسابك، وجهات اتصالك، والمجموعات المنضم لها، وغيرها من البيانات المهمة الأخرى التي يعرفها تطبيق المحادثات الأشهر في عالم عنك.