الجارديان : ترامب يمتلك خطة لتقسيم ليبيا لثلاث دويلات
كتبت: سمية عبدالمنعم
في سبق سياسي وصحفي خطير كشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية عن امتلاك إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطة لتقسيم ليبيا إلى 3 دول صغيرة.
واوضحت الجارديان أن مراسليها، جوليا برجر، وستيفاني كيرشغجاسنر، حصلا على تلك الخطة، التي رسمها مسؤول كبير في البيت الأبيض، على حد وصفهم، لدبلوماسي أوروبي.
وفي تلميح لها قالت الصحيفة إن المسؤول الكبير في البيت الأبيض، ربما يكون، مساعد ترامب في العلاقات الخارجية، سباستيان جوركا، الذي سبق وواجه انتقادات كبيرة، بسبب علاقاته الواسعة باليمين المتطرف في المجر. وأنه _ أي المسؤول الكبير في البيت الأبيض_ مكلف من قبل ترامب بملف السياسة الخارجية، وكان في أحد الاجتماعات مع دبلوماسي أوروبي، وشرح له خطة الإدارة الأمريكية لحل الأزمة في ليبيا بتقسيمها إلى 3 دول، ورسمها للدبلوماسي الأوروبي.
بينما قالت ان جوركا، ربما يحصل في الوقت الحالي على منصب مبعوث ترامب الخاص إلى ليبيا، في محاولة لتطبيق الخطة المقترحة بتقسيم البلاد إلى 3 دويلات صغيرة”.
ثم استطردت الصحيفة أن اقتراح إدارة ترامب بتقسيم ليبيا كان قبل تنصيبه رسميا بأسابيع قليلة. بينما جاء رد الدبلوماسي الأوروبي على جوركا بقوله: “التقسيم ربما يكون أسوأ الحلول التي يمكن تصورها في ليبيا، لأنها لن تنهي النزاع أبدا بل ستفجره بصورة أكبر”.
* ولكن ما هي تفاصيل الخطة ؟
تعتمد خطة التقسيم الأمريكية لـ”ليبيا” على خريطة الولايات العثمانية القديمة، التي كانت في البلاد، والتي تعتمد على وجود دويلة “برقة” في الشرق، و”طرابلس” في الغرب، و”فزان” في الجنوب.
و خلال لقائه بالدبلوماسي الأوروبي دافع جوركا عن تلك الخطة،قائلا: “ستسمح خريطة التقسيم الجديدة لليبيا، بكل سهولة بالقضاء على الإسلام المتطرف، ومنع الإرهاب من التسلل إلى أوروبا والولايات المتحدة”. ولكن الدبلوماسي الأوروبي أوضح لجوركا أن تلك الخطة، ربما لن يكتب لنا النجاح أبدا، لأنها ستفجر صراعات أكبر وستزيد من أزمة ليبيا بصورة أبشع، وهو ما سيمنح فرصة أكبر لتنامي الإرهاب فيها.
في حين نقلت الجارديان عن خبير الشؤون الليبية، ماتيا تاولدو قوله: “خريطة جوركا وخطته دليل على أنه لا يعرف شيئا عنها، فتلك الخطة إذا ما تم تطبيقها لن تؤثر فقط على ليبيا، ولكن ستزعزع استقرار دول الجوار مثل: مصر، والجزائر، وتونس، وستساهم في انتشار الإرهاب بمنطقة شمال أفريقيا بصورة غير مسبوقة”.
من ناحية اخرى فقد أشارت “الجارديان” إلى أن هناك من ينافس جوركا في الحصول على منصب مبعوث ترامب الخاص إلى ليبيا، وهو ضابط المخابرات السابق، فيليب إسكرافاج، الذي عمل في ليبيا لأكثر من 10 سنوات.
وعلى عكس جوركا ، فان إسكرافاج، يمتلك بحسب “الجارديان”، خطة مختلفة لحل الأزمة في ليبيا، والتي تعتمد على ضخ المزيد من الدعم الغربي إلى ليبيا بمليارات الدولارات لتقريب وجهات النظر بين المتعارضين، وهو ما مز شأنه دفع عجلة التنمية في البلاد، وحث جميع الأطراف على العمل معا من أجل إرساء الاستقرار، ومحاربة العصابات الإرهابية.