قبل أعوام قليلة لم يكن أحدٌ تقريبًا قد سمع عن نظام أندرويد، حيث كانت نوكيا بنظام سيمبيان في القمة، وبلاك بيري في أيام عزّه، وآيفون الذي ملك عقول وقلوب المُعجبين يصعد بشكل صاروخي. أندرويد كان خجولًا وفي بداياته، ولم يُصدق أحد بأن سيمبيان سيختفي بعد أعوام قليلة، وبأن بلاك بيري ستُجاهد في الحفاظ على واحد بالمئة من السوق، وبأن آبل ستقوم بعد أعوام باقتباس واستنساخ الميّزات من أندرويد.
(تم تعديل المقال بتاريخ 14 تموز/يوليو 2016 لتحديث الأرقام والإحصائيات المذكورة).
رغم أنك تعرف أندرويد جيدًا الآن، لكن هناك عدة نقاط ربما لم تعرفها من قبل، سنقدّمها لك الآن:
10- جوجل لم تطوّر أندرويد
لا تستغربّ! صحيح أن جوجل جعلت أندرويد نظام الهواتف الذكية الأول في العالم، لكنها لم تبدأ بتطويره. حيث تم تأسيس شركة Android Inc عام 2003 في كاليفورنيا من قِبل كل من “آندي روبن”، “ريتش ماينر”، “نِك سيرز” و “كريس وايت”. في عام 2005، قامت جوجل بشراء أندرويد وبقي أغلب أصحاب الشركة الأصليين يعملون في مشروع أندرويد ما عدا “نِك سيرز”، كما غادر مؤسس أندرويد وصاحب الفكرة “آندي روبن” شركة جوجل لاحقًا ليبدأ شركته الخاصة.
بعد أن استحوذت غوغل على أندرويد قامت بتطويره ودفعه إلى القمة. لكنها ليست أوّل من قام بتطويره.
تخيّل أن أندرويد كان يُمكن أن يكون لسامسونج وليس لجوجل، حيث أن مطوّري أندرويد قاموا بعرضه على سامسونج ورفضت العرض، قبل أن يتجهوا -يائسين- إلى جوجل التي وافقت على شرائه!
في أواخر العام 2004 توجه “آندي روبن” ورفاقه إلى كوريا الجنوبية لإقناع سامسونج بشراء نظام التشغيل بسبب حاجة الفريق إلى تمويل لإتمام تطوير المشروع. لكن ردة فعل فريق مجلس إدارة الشركة كانت الضحك على روبن ورفاقه، وقالوا له: “أنتم ستة أشخاص، هل أنت تحت تأثير المخدّر؟”.
لكن جوجل كانت أبعد نظرًا، حيث استحوذت على أندرويد في بداية العام 2005 وبعد أيام قليلة فقط مقابل 50 مليون دولار، وتابع روبن وفريقه تطوير نظام التشغيل مع الشركة، فيما يُنظر إليها على أنها أفضل عملية استحواذ قامت بها جوجل منذ تأسيسها وحتى الآن.
8- أندرويد كان من المفترض أن يكون موجهاً للكاميرات الذكية
قبل أكثر من 10 سنوات، وقبل أن تستحوذ جوجل على أندرويد ويصل إلى ما هو عليه الآن، كان “آندي روبن” ومن معه من مؤسسي أندرويد الأصليين يخططون لبرمجة هذه المنصة لتحسين الاتصال بين الكاميرات الرقمية وأجهزة الكمبيوتر، وليس كما هي عليه حاليًا؛ منصة لتشغيل الهواتف الذكية.
وبحسب ما أوضح “روبن” في تصريح سابق له فإن المنصة التي تم العمل عليها في البداية لتكون نظام تشغيل كاميرات، هي نفسها بالضبط التي أصبحت للهواتف المحمولة، وبسبب نضوج سوق الهواتف المزودة بكاميرات تم إعادة النظر في جعل المنصة خاصة بالهواتف. وقرر المؤسسون حينها أن الكاميرات الرقمية ليست سوقًا كبيرًا بما فيه الكفاية، وقال “روبِن” أنه كان متخوفًا حينها من المنافسة مع مايكروسوفت ونوكيا.
7- جوجل أعادت تصميم أندرويد بعد الكشف عن آيفون
هذه معلومة سيحبّها عشاق آبل وقد يرون أنها دليل بأن جوجل (قلّدت) آبل. حسنًا، لا ننكر بأن جوجل كما غيرها من الشركات تأثرت بالآيفون. الهاتف الذي ترونه في الصورة أعلاه هو نموذج أولي لأندرويد حيث كانت جوجل قد صممته للعمل مع لوحة مفاتيح صلبة كاملة على غرار هواتف بلاك بيري. لكن بعد أن أعلنت آبل عن آيفون في العام 2007 قررت جوجل الاستغناء عن الفكرة وتصميمه كنظام تشغيل بشاشة لمسية بالكامل. هذا لا يعني بأن جوجل قلّدت آبل، لأن نظام أندرويد مُختلف بشكل كبير عن iOS كما نعلم، لكن جوجل تأثرت بفكرة الشاشة اللمسية بالكامل ووجدت أنها أفضل وأكثر تطورًا، وقررت تبنّي هذا المبدأ.
6- الشركات الكبيرة لم ترَ في أندرويد تهديداً لها
في عام 2007، قامت جوجل بتحالف مع عدد من الشركات لغرض الإعلان عن نظام أندرويد. آنذاك، كان المسيطر على سوق الهواتف المحمولة أنظمة سيمبيان، بلاك بيري، بالم وويندوز وفي نفس الوقت كانت آبل قد أعلنت عن أول جيل من آيفون .
أغلب الشركات المسيطرة في ذلك الوقت لم تكن تتوقع أن ينجح نظام أندرويد أو حتى أن يُشكّل منافسة، وظنّوا أن النظام سيلقى مصير العديد من الأنظمة التي حاولت أن تنافس، وهو الفشل. أيضاً لم ترَ الشركات أي خطر أو تهديد منه وذلك لاعتماد أندرويد على نواة لينوكس، وكان مسؤولو الشركات يطلقون على لينوكس اسم “النظام غير القابل للإدارة”!
5- أندرويد هو أسرع الأنظمة انتشاراً في العالم وأكثرها نمواً
أندرويد ليس أسرع الأنظمة نموًا في عالم الهواتف المحمولة فحسب، بل أسرع الأنظمة انتشارًا على الإطلاق. ووفقًا لإحصائيات أخيرة فقد وصل عدد الأجهزة العاملة بنظام أندرويد لأكثر من 1.4 مليار جهاز، وحصل ذلك خلال 7 سنوات تقريبًا (بمعدل 140 مليون كل سنة) وبفضل ذلك يعتبر أندرويد أسرع وأكثر الأنظمة نمواً وانتشاراً في العالم. الوحيد الذي يُنافسه على اللقب هو فيسبوك فقط.
4- أندرويد يعمل على عدد كبير من المنصات
قد يعلم الكثيرون أن أندرويد يدعم الهواتف المحمولة، الأجهزة اللوحية، والساعات الذكية، ولكن قد لا يعلم البعض أن أندرويد يدعم الكاميرات الذكية، أجهزة التلفاز، السيارات، منصات الألعاب، وغيرها. كما قامت بعض الشركات بإنتاج بعض التجهيزات المنزلية العاملة بأندرويد، مثل أفران المايكرويف وحتى الثلاجات!
3- أي شخص يستطيع تصميم وتطوير التطبيقات لأندرويد … مجانًا
إن كنت ممن يحبون تطوير التطبيقات ولديك فكرة لتطبيق، فبكل بساطة يستطيع أي شخص أن يطوّر ويصمم تطبيقه الخاص على أندرويد وبتكلفة متواضعة. بينما تتطلب العديد من المنصات اشتراكاً قبل تطوير التطبيقات على أنظمة تشغيلها. على سبيل المثال لا يُمكن تطوير تطبيقات iOS إلا على حواسب آبل باهظة الثمن، كما تحتاج إلى دفع اشتراك يبلغ 100 دولار سنويًا. أما على أندرويد فيمكنك البدء بتطوير تطبيقك على أي جهاز (ويندوز، لينوكس، ماك) بشكل مجاني بالكامل. ويُكلف فتح حساب لنشر التطبيقات في متجر جوجل بلاي 25 دولار فقط تُدفع لمرة واحدة.
2- من أين أتى شعار الأندرويد؟
قد يتساءل الكثيرون من أين أتى شعار أندرويد الحالي. في الحقيقة الشخص المسؤول عن تصميم شعار الأندرويد الشهير، هي مصمّمة روسية اسمها “إيرينا بلوك”، وعندما قامت جوجل بالإستعانة بخدماتها، طلبت أن يكون الشعار بسيطاً، مبتكراً ويحتوي على روبوت، والطريف في الموضوع أن إيرينا استلهمت شعار الأندرويد الذي نعرفه حالياً من خلال تصميم اللافتات المستخدمة في دورات المياه (حيث يكون الرأس والأطراف غير متصلين مع الجسم)، فقامت باستخدام نفس الفكرة إضافةً للروبوت فحصلنا على شعار الأندرويد الذي نعرفه اليوم.
1- ثمانية من كل عشرة مستخدمين للهواتف الذكية لديهم أندرويد
لو افترضنا أنك ضمن ظروف إحصائية مثالية، ونزلت الآن إلى الشارع واخترت عشوائيًا أول عشرة أشخاص تُصادفهم يحملون هاتفًا ذكيًا، سيكون ثمانية (أو ربما تسعة) منهم يحملون هاتفًا بنظام أندرويد، بينما سيحمل الواحد أو الاثنان المتبقيان هاتفًا بأحد الأنظمة الأخرى (آيفون، ويندوز فون، .. الخ).
بحسب آخر الإحصائيات، يمتلك أندرويد أكثر من 80 بالمئة من الحصة السوقية، في حين توزعت الحصة المُتبقية على أنظمة التشغيل الأخرى مجتمعة.